لو فضلت ماشي ورا الحمامة هتندم يا عباس .. عباس ابن فرناس كان راجل أهبل.. فودافون.. القوة بين ايديك"
"هيا يا شلولح.. لنعافس النساء و لنحتسي الجعة.. هع هع هع"
"هو مين البخاري ده يا مستر؟"
"لو سمحت هو مين ابن مالك؟ " "ابن مالك ده شارع حضرتك.. مش حد معين.. ده الشارع بتاع سفارة (اسرائيل)"
" أنا اسمي حمزة.. قدوتي في الحياة أوبرا ويمفري"
إييييييييييييه يا جدعان..
كل سنة وانتم طيبين الأول..
إيييييييييييه يا جدعان.. حرااام بجد..
صلوا عالنبي..
دلوقتي الحصان ممكن يكون ثمنة ألفين جنيه.. وممكن يكون ثمنه 5 مليون دولار.. لأن الثاني بيسموه حصان (أصيل)
والعروسة بعد ما تتخانق مع أبوها بتمشي وانت زعلان وبتقول: ناس معندهمش أصل..
يعني ايه أصل.. يعني صفات كريمة بتنتقل من الآباء للأبناء.. بيفضل الأبناء محافظين عليها .. ومتمسكين بيها.. لأن الصفات دي جزء منهم ومن شخصيتهم.. ولو فرّطوا فيها يبقوا ناس معندهمش أصل..
طب وايه المشكلة.. المشكلة ان كل انسان لازم بيحمل مجموعة من القيم .. والقيم دي هي اللي بتشكل حياته بعد كده.. ولو فضلت تاخد القيم دي من الغرب .. هتبقي انسان مسخ.. زي اللي رقص علي السلّم..
ممكن تلاقي لبن منزوع الدسم.. لكن مستحيل تلاقي حاجة منزوعة القيمة
value free
يعني الأكل علي سبيل المثال.. القيم اللي بتحملها أكلة بتتجمع فيها عيلة وياكلوا من طبق واحد علي الطبلية وهما قاعدين علي الأرض.. الأب يقعد الأول وبعدين ولاده.. ويغسلوا ايديهم قبل الأكل وبعده.. وياكلوا الأكلة اللي الأم فضلت ترتب لها وتطبخها ساعتين..
غير القيم اللي بتحملها أكلة واحد خارج من الشغل.. ركن صفّ تاني ونزل اشتري ساندوتش بيج ماك من ماكدونالدز.. أكله وهو في الطريق من المطعم للعربية .. وطبّق العبوة بتاعة الساندوتش.. ومسح ايده في المنديل و الأكل لسه في بقّه.. ورمي المنديل.. وركب العربية ومشي..
الأكله الأولي مليانة بقيم الإجتماع والأسرة واحترام الكبير و التراحم و الشكر و النظافة..
والتانية مليانة بقيم الفردية والإستهلاكية و الآلية والنمطية والمشمشية والحمصية..
طب ليه نسيب تاريخنا وأمجادنا وأخلاقنا وجدودنا ونبقي غربيين في أفكارنا وحياتنا وتصرفاتنا..
أتستبدلون الذي هو أدني باللذي هو خير..
يعني لامؤاخذة.. أمريكا – اللي بيت جدي في البلد أقدم منها – عملت لنفسها تاريخ من لا شيء..
وبقي شوية القتلة والمجرمين و رد السجون اللي أبادوا شعب وأخدوا أرضه بقي اسمهم:
Founding fathers
وبقي أبراهام لينكولن وتوماس جيفرسون هما عظماء التاريخ و مناراته..
وفرنسا وانجلترا اتصالحوا مع تاريخ ملوكهم اللي كان كتير منهم مخنثين وأصحاب كاس و خونة.. وخلوهم في أذهان الولاد الصغيرين ملوك عظماء..
واحنا أصحاب أعظم تاريخ وأعظم حضارة .. بنتريق علي أجدادنا ونسخر منهم..
علي الناس اللي عرفوا يوازنوا بين العقل والقلب.. وبين المادة والروح.. والدين والعلم
بنتريق علي عباس ابن فرناس في اعلان سخيف من شركة سخيفة.. وهو أول واحد عمل محاولة طيران ناجحة (عباس ابن فرناس اللي بيتريقوا عليه ده طار مرتين.. و لم يمت في محاولة طيران زي ما هو مشهور.. وكان عالم في ديناميكيات الهواء.. وسبق الأخوان رايت في الطيران بمئات السنين)
بنتريق علي الناس اللي اكتشفوا الدورة الدموية الصغري, واخترعوا الساعة الميكانيكية, والنظام الرقمي, والكاميرا, ونظام التقطير الكيميائي, ومئات من الإكتشافات العلمية اللي بتأثر في حياتنا دلوقتي.
مش بس كده.. دول بدأوا علوم مكنتش معروفة قبلهم.. زي الجبر و علم الإجتماع والكيمياء (اللي كانت قبل كده علم تحويل التراب إلي ذهب.. فصححوا مسارها وخلوها العلم اللي بيبحث في صفات وخواص العناصر والمركّبات)
احنا بنتريق علي هارون الرشيد وبنطلعوا راجل بتاع جواري ونسوان.. هارون الرشيد ده كان بيصلي مائة ركعة في اليوم.. وكان شاعر وعالم وأديب.. بيحجّ سنة وبيغزوا بنفسه سنة.. هو اللي بني دار الحكمة (أعظم مركز بحثي في الدنيا في وقته).. ومرّه جالوا جواب من ملك بيزنطة فيه استهزاء.. قلب الجواب وكتب علي ظهره (من هارون الرشيد إلي كلب الروم.. قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة.. والجواب ما تري لا ما تسمع).. وبعتله جيش جرار أدّبه ورجع..
وهو أبو المأمون والمعتصم.. المعتصم ده اللي صرخت واحده مسلمة في هضبة الأناضول وقالت: وا معتصماه.. فالراجل اللي ضايقها ضحك وقال لها: وهل يأتيك المعتصم علي فرس أبلق (يعني أبيض واسود) فيغيثك؟.. فوصل الخير للمعتصم.. فبعت مائة ألف فارس فتحوا المدينة وخلوا الراجل ده خدّام عند الست المسلمة... والمفاجأة؟؟؟؟ المائة ألف فارس كل واحد فيهم علي فرس أبلق..
احنا الحضارة اللي حفظت التراث العلمي لليونان والإغريق والهند والصين ولولا أجدادنا وخلفائنا العظام .. في وقت كان الناس التانية بيستخدموا ورق الكتب دي عشان يشووا عليها لحمة)
واحد عدّي علي مجموعة في الأندلس قاعدين في المسجد بيدرسوا كتاب المجسطي بتاع بطليموس في الفلك.. قال لهم: بتعملوا ايه؟ قالوا له: نطبّق أمر الله عز وجل ((أفلا ينظرون إلي السماء كيف رُفعت)) .. حضارة عرفت تفهم الدين والدنيا.. في الوقت اللي كان غيرنا بيعتبر النظر في الكتب دي كُفر وهرطقة.. وان الشياطين عايشة فيها..
احنا اللي طلعنا الفلاسفة العظماء زي ابن رشد .. بيقولوا عنه (رجل مد يده اليمني فصافح أرسطو وسقراط.. ومد يده اليمني فصافح دي كارت ورينان)
واحنا اللي حكمنا دول كتير مننا ميعرفش اننا كنا بنحكمها في يوم من الأيام زي: الهند والصين وأسبانيا و البرتغال وجنوب فرنسا و يوغوسلافيا و كرواتيا ورومانيا و المجر و أجزاء من النمسا..
ناس امتلكوا ناصية اللغة والأدب.. بيحكوا مرة ان فيه اتنين علماء واحد اسموا القاضي الفاضل والتاني اسمه العماد الأصفهاني.. اتقابلوا مرة في الطريق وكان القاضي الفاضل راكب حصان..
فقام العماد قال له:
(سِر فلا كبا بكَ الفرس) –
يعني امشي ان شاء الله الحصان مش هيقع بيك
فلقوا القاضي الفاضل بص له وبرّق كأن الراجل اتحداه تحدي كبير.. وراح قال له:
(دام علا العماد)
فالناس استغربت.. ما هم قالوا لبعض كلام عادي جداً.. فين التحدي؟ .. المفاجأة؟؟ الجملتين اللي قالوهم لبعض ممكن تقرأهم من اليمين للشمال وممكن تقرأهم من الشمال لليمين.. (ارجعوا جرّبوا).. بالذمة في حاجة بالروعة دي !!!
أجدادنا العرب همّا اللي نظموا الشعر.. وأبدعوا في معانيه وموسيقاه.. فيه بيت للبحتري من ساعة ما كتبوا لحد دلوقتي عمّالين يطلّعوا منه معاني الجمال والإبداع.. اتكتب فيه كُتُب ولسه بيتكتب.. بيقول:
أتاكَ الربيعُ الطلْقُ يختالُ ضاحكاً
من الحُسنِ حتّي كادَ أن يتكلّما
احنا اللي اكتشفنا وكتبنا عن كروية الأرض مئات السنين قبل جاليليو.. واحنا اللي كتبنا عن أمريكا قبل كريستوفر كولومبوس (مكتوب في أحد كتب الفلك لواحد من علماء غرناطة: (والذي نعلم أن هناك أرضا وراء بحر الظلمات بيننا وبين الهند (اللي هي أمريكا)).. وعلي فكرة.. كريستوفر كولومبوس درس الفلك والملاحة في غرناطة.. وبدأ رحلته من هناك..
أجدادنا كانوا الأساتذة المباشرين (بقول المباشرين) لروجر بيكون وتوماس لاكوينس (توما الإكويني) وغيرهم..
احنا اللي بنينا العمارة الخالدة أعظم عمارة موجودة علي كوكب الأرض.. قصر الحمراء في غرناطة.. وتاج محل في الهند.. والسليمية في تركيا.. والسلطان حسن في مصر.. وقبة الصخرة في القدس الشريف..
احنا اللي احترمنا حرية الإعتقاد وممارسة الدين.. فتحنا اسطنبول وبعديها بخمس مائة سنة كان أكتر من تلتها غير مسلمين.. في الوقت اللي فرديناند وايزابيلا احتلوا غرناطة .. وبعد مائة سنة من التعذيب والإضطهاد الديني ما بقاش فيها مسلم واحد !!
أجدادنا اللي كتبوا آلاف الكتب العظيمة في الفقه والقانون, والحديث وعلوم القرآن, واللغة والأدب والشعر, والطب والفلك, والمنطق والفلسفة, .. أجدادنا هما أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد .. والبخاري ومسلم..
واحد من أجدادنا علماء الأندلس كتب أكبر موسوعة في التاريخ اسمها (الفنون).. جمع فيها كل علوم عصره.. عارفين الموسوعة دي كانت كام مجلد؟؟؟ 800 مجلد!!
عايزين تشوفوا الإعجاز.. شوفوا موسوعة كتبها الإمام السبكي اسمها (طبقات الشافعية) ذكر فيهم تاريخ كل علماء الشافعية.. شيء أقرب للخيال منه إلي الواقع..
أجدادنا اللي أبدعوا في الفن والموسيقي .. اسمعوا الموسيقي التركية والأندلسية لو عايزين عشان تنضفوا ودانكم..
بنتريق ونقول (العرب جرب).. في الوقت اللي زرياب دخل الأندلس.. ودخّل معاه حاجات عجيبة كانوا أول مرة يشوفوها:
معجون السنان!!
وكريم الشعر!!
والبودي لوشن!!
وعلمهم انهم لازم يستحموا كل يوم (كان النظيف منهم بيستحمي كل سنتين).. وان الأكل بيتقدم علي ثلاث دفعات apetizer- main course- dessert ..
أولئك آبائي فجئني بمثلهم..
مش بس في التاريخ.. حتي في الحاضر.. احنا لو سحبنا استثمارات السعودية.. وعلماء مصر والعراق.. من أمريكا .. هتغرق
و عندنا شعائر عظيمة زي الحج والزكاة و صلاة العيد..
دي مش شوفينية.. ولا بحاول أقول ان احنا كنا بنعمل كل حاجة حلوة واحنا السبب في كل خير.. دي مش حقيقي.. وحضارتنا كانت تجربة بشرية فيها الحسن وفيها القبيح.. أنا بس مستغرب ان واحد يبقي عنده تاريخ محترم زي ده.. ويروح ياكل ويلبس ويتكلم زي ناس تانيين..
طب نرجع للسؤال: ايه المشكلة لما نقلد غيرنا و نبقي (أكلنا أكلكم وشربنا شربكم ونمنا مكانكم) علي رأي الأستاذ علاء ولي الدين في فيلم (الناظر)
أولا نبقي عيال سيس
وثانيا: ان الأمة المهزومة نفسيا اللي حاسّه بتفوق غيرها عليها .. بيموت فيها الأمل.. وموت الأمل ده بيموت شعوب وأمم.. والتاريخ شاهد علي كلامي.. فيبدأ يدب فيهم داء التقليد والكسل والإنبهار.. فيبقوا لقمة سائغة لكل محتل (سواء احتلال عسكري أو معنوي)
يعني الطالب اللي في مدرسة أمريكية.. بيتعلم كل حاجة بالإنجليزي.. وبيعيش نمط الحياة الأمريكية.. ويدرس تاريخ أمريكا.. ويسافر كل صيف أمريكا.. ليه متقدرش أمريكا تسيطر عليه بمنتهي السهولة و اليسر..
والكلام الفكيك ده مش كلامي.. ده تفسير حلمنتيشي بردو لكلام ذكره الإمام العالم العلامة المؤرخ واضع علم الإجتماع.. وأحد العلامات الفارقة في مسيرة الفكر الإنساني.. عبد الرحمن بن خلدون (توفي سنة 808 للهجرة).. صاحب الكتاب الرائع الماتع المعروف بكتاب (مقدمة ابن خلدون).. بيقول:
((الفصل الرابع والعشرون: في أن الأمةَ إذا غُلِبت وصارت في ملكِ غيرِها أسرع إليها الفناء: والسببُ في ذلك والله أعلم ما يحصل في النفوس من التكاسل إذا مُلِكَ أمرُها عليها وصارت بالاستعباد آلةً لسواها وعالةً عليهم. فيقصُرُ الأملُ ويضعُفُ التناسلُ. والاعتمارُ إنما هو عن جِدَّة الأملِ وما يحدثُ عنهُ من النشاط في القوى الحيوانية. فإذا ذهبَ الأملُ بالتكاسلِ وذهبَ ما يدعو إليه من الأحوالِ وكانت العصبيةُ ذاهبةً بالغلب الحاصل عليهم تناقصَ عمرانهم, وتلاشت مكاسِبُهُم ومساعيهم, وعجزوا عن المدافعةِ عن أنفسِهِم بما خَضَد الغلبُ من شوكتهم, فأصبحوا مُغلَّبين لكل مُتغلِّبٍ, وطُعمةً لكل آكلٍ
منقوله