لك ربِ أشكو عِلتى
لك ربِ أشكو عِلتى وإليك أرفعُ دُعايا
ذنوبي يا ربُ أهلكتني فهل يشفعُ ندمى و بُكايا
سُحقا للمعاصي قتلتني وقصَّر الخوفُ منها رَجايا
غدا أنا في الدُجى وحدي وما لي في القبرِ أنيسٌ سِوايا
لا أحدٌ أمسى بقربى غير تلك الأكفان و ثرايا
و لا شيءٌ بات جليسي غير ذنوب الأمس و بلوايا
غريبٌ أنا في وحشتي والعمرُ راحَ من بينِ يدايا
دائى الذنبُ يا رب وعفوك بَلسمي و دوايا
و الصدُ و البُعد بَليتى وفي القرب منك شِفايا
تعلمُ ما في قلبي و حقيقتي وأنت عليمٌ بسري و الخفايا
نارٌ من أمامي تدعوني و ذنوبٌ تسوقني من ورايا
كم عصيتُ و سترتني و كم تماديتُ في الخطايا
فإن عذبتني فما ظلمتني و إن عفوت فرحمتك مُنايا
أبثُ إليك حُزني و أبثُ عَبرتي و نجوايا
من غيرك يرحمني أو من سواك يسمعُ شكوايا
كيف بي غدا بين يديك و كيف الحساب و جَزايا
من لذاك العاصي فوق الصراط و من لي بين يدي مَولايا
ليتني ما عصيتك قط و لا سارت إلى الذنب قدمايا
ليت الآثام لم تكن أرضى و ليت عفوك يصيرُ سَمَايا
ليت أمي لم تلدني أو ليتني مِتُ قبل صِبايا